المنهجية القانونية S5-M6 القانون العام

تتمة الدرس
المنهجية القانونية S5-M6 القانون العام

المنهجية القانونية S5-M6 القانون العام

المنهجية القانونية S5-M6 القانون العام

المنهجية القانونية S5-M6 القانون العام
تعد البنائية الوظيفية من النظريات الإجتماعية أو الأطر المنهجية النظرية الحديثة نسبيا، والتي تسعى لتحليل الواقع الإجتماعي ،او الفعل الإجتماعي باعتبار البنية التي يتفاعل داخلها والوظيفة أو الدور الذي يقوم به اخل البنية.


وقبل الحديث عن المنهج البنيوي – الوظيفي، يجب أن نتطرق إلى مكونات هذا المنهج والتي تتجلى في:
*
المنهج البنيوي: منهج فكري نقدي، يقوم على أن كل ظاهرة اجتماعية تشكل بنية لا يمكن دراستها إلا بعد تحليلها إلى العناصر المكونة لها، ويتم ذلك دون تدخل فكر المحلل أو عقيدته الخاصة.

المنهج البنيوي يفسر المجتمع والظاهرة الاجتماعية وفقا للأجزاء والمكونات التي يتكون منها البناء الاجتماعي، بعيدا عن الوظائف التي تقوم بها هذه الأجزاء أو النتائج المترتبة عنها، من أبرز رواده، فيرديناند دي سوسير، كلود لفي سترواس، لوي التوسير..
*
المنهج الوظيفي: منهج فكري يقوم على دراسة الدور الذي يلعبه الجزء في الكل أي النظام في البناء الاجتماعي الشامل.
عرف "ميرتون" الوظيفة بأنها تلك النتائج أو الآثار التي يمكن ملاحظتها والتي تؤدي إلى تحقيق التكيف والتوافق في نسق معين.
المنهج الوظيفي يفسر الظاهرة الاجتماعية تفسيرا يأخذ بعين الاعتبار نتائج وجودها بعيدا عن بنائها والأجزاء التي تتكون منها.

ولتجاوز سلبيات كل من المنهجين السابقين، ظهر المنهج البنيوي - الوظيفي والذي ينظر إلى الظاهرة الاجتماعية على أنها وليدة الأجزاء البنيوية المكونة لها وأن لظهورها وظيفة اجتماعية تؤديها هذه العناصر المشكلة للبناء الاجتماعي.
وعليه نطرح الأسئلة التالية:

-
ما ماهية المنهج البنيوي - الوظيفي؟ وماهي اسسه؟
-
ما هي الإجراءات والقواعد المنهجية التي يعتمد عليها؟
-
ما هي الانتقادات التي وجهت لهذا المنهج؟

سأحاول الإجابة على هذه الأسئلة من خلال التصميم الآتي:

المطلب الأول: تعريف المنهج البنيوي الوظيفي وقواعده المنهجية

الفقرة الأولى: تعريف المنهج البنيوي الوظيفي
الفقرة الثانية : الإجراءات والقواعد المنهجية للمنهج البنيوي الوظيفي

المطلب الثاني : المنهج البنيوي الوظيفي: الأسس و الإنتقادات

الفقرة الأولى : اسس ومبادئ المنهج البنيوي الوظيفي
الفقرة الثانية: الانتقادات الموجهة للمنهج البنيوي الوظيفي.


المطلب الأول : تعريف المنهج البنيوي – الوظيفي و قواعده المنهجية
الفقرة الأولى: تعريف المنهج البنيوي الوظيفي
يعتبر المنهج البنيوي – الوظيفي أحد المناهج السوسيولوجية المعاصرة وترجع تسميته إلى استخدامه لمفهومي البنية والوظيفة في فهم المجتمع وتحليله من خلال مقارنته وتشبيهه بالكائن العضوي أو الجسم الحي باعتباره تنظيما ثابت نسبيا من العلاقات القائمة بين العضوي الحي.

-
المنهج البنيوي – الوظيفي منهج فكري يقوم على أساس تحليل ودراسة بنى المجتمع من ناحية والوظائف التي تقوم بها هذه البنى من ناحية أخرى، مثلا: أننا عندما ننظر إلى البنى الاجتماعية بما فيها المؤسسات والبنى الطبقية والنوع الديمغرافي للسكان، فإن هذا يشكل الشق الأول (للبنى) والشق الثاني هو الوظائف التي تقوم بها هذه البنى أي المؤسسات.

-
ينطلق المنهج البنيوي الوظيفي من أن المجتمع بناء ووظيفة وأن هناك تكاملا بين الجانب البنيوي للمجتمع والجانب الوظيفي، إذ أن البناء يكمل الوظيفة، والوظيفة تكمل البناء، يقول "تالكوت بارسونز" في كتابه (النسق الاجتماعي): لا بناء بدون وظائف اجتماعية ولا وظائف بدون بنى اجتماعية، وهذا يدل على وجود علاقة متفاعلة بين البناء والوظيفة، وأن هناك درجة عالية من التكامل بينهما.

-
ينظر المنهج البنيوي - الوظيفي إلى الظاهرة أو الحادثة الاجتماعية على أنها وليدة الأجزاء أو الكيانات البنيوية التي تظهر في وسطها وأن لظهورها وظيفة اجتماعية لها صلة مباشرة أو غير مباشرة بوظائف الظواهر الأخرى المشتقة من الأجزاء الأخرى للبناء الاجتماعي.

*
أسباب ظهور المنهج البنيوي – الوظيفي:
أدت عدة أسباب إلى ظهور هذا المنهج في علم الاجتماع المعاصر وتتجلى في:
*
أسباب علمية: حيث ظهر هذا المنهج استجابة لحاجة عدد من الباحثين في علم الاجتماع والأنثربولوجيا نحو تطوير أدوات وأساليب نظرية ومنهجية تتلاءم ودراسة الصور المختلفة للترابطات الاجتماعية بين النظم والجماعات داخل النسق الاجتماعي الذي يضم أنساق فرعية .

*
أسباب ايديولوجية وسياسية: تتجلى في كون المنهج البنيوي - الوظيفي جاء لمناهضة علم الاجتماع الماركسي وإقامة طوق وعزلة فكرية وسياسية على السياق التاريخي المادي الذي نشأ وترعرع فيه.

الفقرة الثانية: الإجراءات والقواعد المنهجية للمنهج البنيوي الوظيفي
اهتم نيقولا تيماشيف بتحديد الإجراءات والتدابير التي تستخدم عند دراسة الفروض الوظيفية واختبارها، وتتجلى فيما يلي:

1-
التصور أو التجربة الفعلية
أكد تيماشيف على أهمية التصور أو التجربة الفعلية، وذلك لاعتقاده بأننا نستطيع أن نقدر تصوريا وبشكل عام ماذا سيحدث في مجتمع ما إذا ما أدى بناء جزئي وظيفته أو اضطرابات في تأديتها، إلا أنه يستند إلى رأي "ماكس فيبر" بالنسبة للحدود والتحفظات التي يضعها عند استخدام هذه الأداة، أي التصور كإجراء منهجي في التحليل البنيوي الوظيفي.

2-
المقارنة
يعتبر ثاني إجراء منهجي يستعان في دراسته واختبار الفروض الوظيفية سواء كانت على المستوى الكيفي النظري بين موقفين اجتماعيين يختلفان بالنظر إلى وجود أو عدم وجود سمة معينة أو بناء جزئي، بحيث يمكن إظهار النتائج المتباينة التي تترتب على هذا الاختلاف والتي تؤثر على وجود النسق الكلي وتدعمه.

3-
الملاحظة وتحليل النتائج
يتجلى دور هذا الإجراء في ملاحظة وتحليل النتائج التي تترتب على حدوث اضطرابات مختلفة في المجتمع سواء تلك التي قد تنجم عن أحداث داخلية أو خارجية أو عن كلا العاملين معا.

وتتلخص أهم القواعد المنهجية البنيوي الوظيفي في:

-
نهج منهج العلوم الطبيعية خاصة علم الحياة.
- تفسير أي شيء اجتماعي في النسق بكل شيء في هذا النسق.
-
الانطلاق من الثقافة واعتبارها الوعاء الأساسي للتفسير مرورا منها إلى الشخصية الفردية ثم التنظيم الاجتماعي.
-
الاعتماد على حدس الباحث وقدرته علا ملاحظة الوظائف المختلفة التي تؤديها البناءات الفرعية أو وحدات النسق.

المطلب الثاني : المنهج البنيوي الوظيفي: الأسس و الإنتقادات
الفقرة الأولى: اسس المنهج البنيوي
يقوم المنهج البنيوي – الوظيفي، والذي يعد كل من هربرت سبنسر وروبرت ميرتون وهانز كيرث من أهم رواده ،على مبادئ أساسية متكاملة وتتجلى فيما يلي:

1-
النظر إلى أي شيء سواء كان كائنا حيا أو اجتماعيا وسواء كان فردا أو مجموعة صغيرة أو تنظيما رسميا أو مجتمعا أو حتى العالم بأسره على أنه نسق أو نظام، وهذا النسق يتألف من عدد من الأجزاء المترابطة وفيما بينها.
2-
لكل احتياجات أساسية لابد من الوفاء بها وإلا فإن النسق سوف يقف أو يتغير جوهريا، فالجسم مثلا يحتاج للأوكسيجين، والمجتمع يحتاج لأساليب لتنظيم السلوك (القانون) ومجموعة لرعاية الأطفال (الأسرة) وهكذا.

3-
لابد أن يكون النسق دائما في حالة توازن ولكي يتحقق ذلك لابد أن تؤدي أجزاءه المختلفة وظائفها.

4-
كل جزء من أجزاء النسق قد يكون وظيفيا أي يساهم في تحقيق توازن النسق، وقد يكون ضارا "وظيفيا" أي يقلل من توازن النسق وقد يكون غير وظيفي أي عديم القيمة بالنسبة للنسق.

5-
يمكن تحقيق كل حاجة من حاجات النسق بواسطة عدة متغيرات أو بدائل فحاجة المجتمع لرعاية الأطفال مثلا يمكن أن تقوم بها الأسرة وحاجة المجموعة إلى التماسك قد تتحقق ع طريق التمسك بالتقاليد.

6-
وحدة التحليل يجب أن تكون هي الأنشطة أو النماذج المتكررة بالتحليل الاجتماعي الوظيفي، مثلا: لا يحاول أن يشرح كيف ترعى أسرة أطفالها ولكنه يهتم بكيفية تحقيق الأسرة كنظام لهذا الهدف.

الفقرة الثانية : الإنتقادات الموجهة للمنهج البنيوي – الوظيفي
تعرض المنهج البنيوي لعدة إنتقادات من أهمها :
-
التركيز على الجوانب الثابتة في النسق الاجتماعي و عدم الاهتمام بالمتغيرات إضافة إلى استخدام الأبعاد الثقافية في التفسير أكثر من غيرها من مكونات النسق.
-
المبالغة في محاكاة نموذج العلوم الطبيعية، خاصة علم الحياة وكأن النسق الاجتماعي كائن عضوي تحكمه نفس القوانين التي تحكم حركة الكائنات الحية.

-
تصور المجتمع نظام أبدي لا يعرف التطور والانتقال واستبعاد فكرة التغير الاجتماعي.
-
صعوبة اختيار كثير من المفاهيم والتصورات والقضايا التي يستند إليها المنهج البنيوي – الوظيفي في فهم المجتمع.
-
إهمال فكرة الصراع الطبقي، خاصة أن هذا المتغير أساسي لفهم التغير وتطور المجتمعات الإنسانية.
-
عدم طرح أسئلة رئيسية وجذرية حول غاية الفعل الاجتماعي فهو يهتم فقط بنتائج الفعل واستمراره دون النظر في مضامينه وغاياته البعيدة.
منقول.  

تحميل الدرس - المنهجية القانونية S5-M6 القانون العام هـنـا.